وفي القلبِ قِنديلٌ يتَوهّج
صفحة 1 من اصل 1
وفي القلبِ قِنديلٌ يتَوهّج
وفي القلبِ قِنديلٌ يتَوهّج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ومر رمضان ..
فرصة العمر التي طالما مرّ طيفها في أحلام يقظتنا، ها هي تُمنح لنا من جديدٍ، والصّفحة البيضاء التي تمنيناها أن تفتح في سجلّ أعمارنا، هاهي تُفتح خصّيصاً من أجلنا.. وبأسمائنا..
ندركُ أن كل الألوان جميلة، ولكن.. للنور لون أجمل!!
وأن كل حلل الملوكِ قشيبة، لكن حلة الإيمانِ أثمن..
وندرك أن لكل نوعٍ من الشّعور إحساس ونبض ومعنى.. لكن مشاعر المؤمن لحظة استقبال رمضان تفوقُ كل معنى.. ولهذا نخفقُ حباً كلما لاح هلاله، وتغمرنا نشوة الفرح كلما ذكر اسمه الغالي.. رمضان!!
***
في الحياة.. يؤمن الناس كثيراً بالخوارق والمعجزات أن تأتي، فتغير مجرى حياتهم للأجمل، وتنتشلهم من أحزانهم بلمح البصر، ينتظرون تلك العصا السّحرية التي تقلب بؤسهم إلى فرح.. ولا يملون الانتظار..
كثيراً ما وقفوا أمام بركة الأمنيات، وألقوا فيها نقوداً معدنيّة، وتمنوا أمنيات أرادوها بشدة.. ثم مضوا وقد ربطوا مستقبلهم بخراف..
وأمام قالب الحلوى في أيام ميلادهم كم أضمروا من أمنيات سعيدة قبل إطفاء الشّموع، راغبين أن تتحقق..
وكم جنت عرّافات الأرض من مال لقاء ما تهمسُ به كذباً عن مستقبل سعيد مشرق آتٍ عن قريب ليملأ الحياة بهجة وسروراً..
الأمنيات لا تنتهي.. والبحثُ عن السعادة أيضاً لا ينتهي..
وإذا لم نخطئ في اختيار ما نتمناه، فلابد وأننا أدرنا دفة السّفينة نحو الوجهة الخطأ، ونحن نظن بأننا نقصد جزيرة السعادة؛ فنبتعد عنها، رغم أنها تكون الأقرب إلينا..
ورمضان هو تلك الجزيرة آسرة الجمال بين شهور العام، تلك التي يقصد وجهتها الراغبون بالتغيّر، الباحثون عن النور، على شواطئه ترسو سفن المتعبين من الحياة ومشكلاتها، فلا تغادر إلا محملة بالخيرات، ولا يبحر عنها الملاحون إلا وقد قرّت أعينهم بعطايا الكريم المنان..
***
كل عام.. يتجدد الموعد معه، فيحتفي به من يحتفي، ويحصد السعادة من جدّ في طلبها، ويغفل عنها من أطفأ المنبّه الداخلي، في لحظات عبوره، فلم يستيقظ إلا بعد رحيله..
وكل عام.. نحدّث أنفسنا عن فرصة العمر لعلها تأتينا، عن لحظة قد نولد فيها من جديد، عن صحيفة سوداء نتمنى لو طويت، وعن رغبات كثيرة نتمناها لنغدو من جديد أناساً صالحين.. ويمضي العام.. وننسى التاريخ الأهم..
ننبشُ في أيامنا عن ذلك اليوم السّمين المكتنز بالخير، عن لحظات الغنيمة الباردة في حياتنا، عن الكنوز المنسيّة تحت أنقاض أعمارنا.. فندرك أنها قد ضاعت منا يوم رحيل رمضان.. وغيابنا عنه..!!
أوليست الأعمارُ فرصة، والأوقات كنوز؟
هاهو شهرٌ في العام يأتينا كأجمل فرصة في العمر، وأثمن كنز في الحياة، ليجعلنا معه وبه نولد من جديد..
***
ويمضي العمر.. أرواحنا فيه بين مد وجزر.. نتمنى لو أننا أكثر قوة، أقوى إيماناً، أشد عزيمة، أنهض همّة، أجمل قلباً..
نشتاق للحظات الصّفاء، نتوق للقياها وأدخنة الحياة تتصاعد حولنا..
ليأتينا بحلته المضيئة في لجج الخوف والقلق والرهبة من المجهول، فينير لنا حياتنا، ويحدد وجهتنا، ويقودنا نحو المسار الصحيح..
فالصوم يعلمنا تهذيب النفس على الخير والطاعة، وينقي كل جارحة من جوارحنا بالطاعة، يعوّدها على لغة الطهر، ويغسلها من كل خبث.. يرفعها عن الدنايا، ويأخذها إلى عالم من النور كلما أوغل المرء فيه.. تدفقت في شرايينه أنهار الخير فعمّت حياته بالنجاح والسعادة فوق ما يتمنى..
هو موسم توحّد القلوب على الإيمان، وإثبات عبوديتها الخالصة لله تعالى.. وقد فرّقتها مشكلات الدنيا وهمومها، فلن يجمعها الآن إلا النقاء في رمضان، والصوم واحد، والفطر واحد، والرغبة في الإصلاح كبيرة والكنوز وفيرة..
وهو شهر المساواة بين الغني والفقير، يفتح صفحة التواصل بينهما من جديد، والتقارب على لغة المحبة، فهذا يعطي، وذاك يسعد، وهذا يبذل وذاك يشكر..
وهو فرصة رائعة للتعبير عن الوحدة بأشكالها، وحدة في العبادة، ووحدة في الرغبة بالتغيير نحو الأفضل، ووحدة في نبذ العوائق والسدود التي تحجز المؤمن عن طريقه الذي ارتضاه الله في الاستقامة والسعادة..
وهو شهر التنوع في العبادات، فالصوم للتنقية والتزكية، والقرآن دستور يعلمنا أبجدية حياة السعداء, ويرفعنا إلى سماء الأنقياء.. والصلاة قربى ورفع لهمة واغتنام لخير، والصدقة مفتاح السرور والتقارب بين المؤمنين، والدعاء بابٌ مفتوح لا يخيب من قصده، ولا يضيع من سلك طريقه..
والتواصل بين البشر مشروع حضارة في الأمة، تبدأ من صلة مع الأقارب، وتمتد إلى كل أهل الأرض محبة ووئاماً..
إنه شهر يعلمنا معنى أن نحمل الرسالة برقي ونبلغها بحضارة، فكما يعرف كل أهل الأرض رمضان بهلاله وقناديله، يجدر بنا أن نريهم ذلك الجمال الكامن في شعائره وعبادته..
فمن كان يفتش في حياته عن فرصة لتجديد العزيمة، وبناء النفس، فليلجأ إلى الله في هذا الشهر مقوماً لنفسه متعبداً مصلحاً داعياً..
ومن أمسك قلماً يرسمُ به مستقبلاً زاهراَ، فليرسم في زاوية عمره حديقة غناء مورقة، يكللها الزهر والريحان، وليطلق عليها اسم "رمضان" ...
ومن أتعبته صراعات نفسه، وتمنى لو تغلب عليها، فليسلك درب الإيمان في هذا الشهر، فلن تضيع وجهته، ولن يضل أبداً طريقه..
***
لحظات لا تنسى..
كم من لحظة في العمر تمرّ بنا ذات صفاء فتنقينا، وتشعرنا أننا حقاً نجحنا في التغيير نحو الأفضل!!
وكم لحظة في العمر تساوي العمر كله، إذ أنها تقلب الموازين، وترتب النفوس المتعبة، وتعطر الروح فتفلح إذ زكاها إيمانها..
وكم من لحظة فارقة صنعت أبطالاً في الحياة، لما صدقوا مع أنفسهم، فأعمروا الأرض سلاماً ونوراَ..
ماذا إن عزمنا أن تكون نقطة التحول هذه في رمضان؟؛ إذ أن النفوس مهيأة، والقلوب مشتاقة للفلاح؟، ماذا إن تعاهدنا أن نتغير، وتسابقنا للأفضل، وتنافسنا على درب الخير ؟ ألن نفلح ونرتقي ونعود لنقود الأمم برقيّ الإسلام وحضارته؟... رمضان ليس مجرد شهر يعبر من الهلال إلى الهلال ويمضي دون أثر..
رمضان هديّة الرحمن.. شمس تشرق في الحياة، لتتوهج عبرها قناديل القلوب بنور آسر عجيب.. فلنعمل في كل لحظة على أن نستضيء فنتوهج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
احفظ القرآن بعشرة دقائق .... لا يوجد مستحيل!!!
لو أنشأ كلٌ منا جدولاً بما يقضي به أوقاته في اليوم لوجد أن لديه وقتا ضائعاً كثيراً ,وليعلم أنه لسوف يحاسب على الأوقات يهدرها دون أية فائدة فليحاسب نفسه قبل أن يحاسب أمام الخلق أجمعين, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ))
لذلك أقدم هذه الطريقة للشباب والشابات الذين يقضون وقتاً طويلاً في اللهو والاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة الأفلام والتي تأكل من عمرهم الساعات الطويلة التي يفنون بها عمرهم في ما لا يعود عليهم بأية فائدة.... الخ
ربما تستغرب من العنوان كيف أنك تحفظ القرآن في عشرة دقائق ولكن مبدأ الخطة أن يكون الحفظ مقسما على عدة مراحل في اليوم الواحد.
أي أنك تحفظ كل يوم صفحة من القرآن الكريم, هذه الصفحة التي تتكون من /15/ خمسة عشر سطر تجزؤها إلى /5/ خمسة أجزاء, كل جزء عبارة عن /3/ ثلاثة أسطر ولو افترضنا أنك بطئ الحفظ جداً وأن الكلمة تستغرق معك لحفظها نصف دقيقة فبالتالي تحتاج إلى /10/ عشرة دقائق بعد كل صلاة, وهكذا تحتاج لحفظ الجزء الواحد إلى /21/ واحد وعشرين يوماً فقط,
وبالتالي فإنك لن تحتاج إلى أكثر من سنة وثمانية أشهر تقريباً أي (604) أيام فقط ولا أعتقد أن هذه المدة طويلة لأنك لو حسبت مقدار الوقت الذي تهدره من عمرك خلال يومك لكان كثيرا.
لذلك فإن عشرة دقائق بعد كل صلاة لن تضر بك بل هي سترفع مقامك عند الله وتجعلك ممن رضي الله عنهم مع السفرة والكرام البررة الصالحين إن شاء الله .
و الطريقة كالتالي:
1. عشرة دقائق بعد صلاة الصبح (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الأول من الصفحة.
2. عشرة دقائق بعد صلاة الظهر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثاني من الصفحة.
3. عشرة دقائق بعد صلاة العصر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثالث من الصفحة.
4. عشرة دقائق بعد صلاة المغرب (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الرابع من الصفحة.
5. عشرة دقائق بعد صلاة العشاء (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الخامس من الصفحة.
6. وأخيراً عشرة دقائق بعد صلاة الوتر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( من لم يوتر فليس منا)) تقوم بمراجعة ما حفظته خلال يومك هذا وتكون قد أرضيت الله عز وجل وتنام وأنت مطمئن البال.
7. وأخيراً تخصص ساعة في أحد أيام الأسبوع وليكن يوم الجمعة لتقوم بمراجعة كل ما حفظته خلال الأسبوع.
8. عشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت النصف الأول من الجزء الأول.
9. عشرة عشرة أيام أي ثلاثة أشهر وعشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت الخمسة أجزاء الأولى ......
(
وإذا وفقك الله وتيسر لك حفظ أكثر من صفحة في اليوم الواحد فلا تتخاذل بل ضاعف كمية الأسطر التي تحفظها كل يوم وبالتالي سوف تنهي حفظك في فترة أقل والله الموفق)
*
إن الأمر بغاية البساطة ولكنه لا شك أنه يحتاج إلى مثابرة وإصرار ومجاهدة لهذه النفس الأمارة بالسوء فهذه الطريقة البسيطة تصلح لكافة الناس للطالب مع دراسته وللطفل والكهل والمرأة في بيتها
فضل حفظة القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
*((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) صحيح البخاري
*((
إن الحافظ للقرآن، العامل به مع السفرة الكرام البررة)) البخاري ومسلم
* ((إن لله تعالى أهلين من الناس. قالوا:يا رسول الله من هم ؟ قال هم أهل القران, أهل الله وخاصته)) صحيح الجامع2165
* ((
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)). صحيح مسلم. (يتلون كتاب الله ويتدارسونه) أي يتعاهدونه خوف النسيان.
*((
إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) صحيح مسلم
*((
لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). البخاري ومسلم .(الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة ).
بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها من قبل الحفاظ:
*. تذكر الالتجاء إلى الله بالدعاء للحفظ وطلب العون منه لكي يثبتك ويسهل لك وجدد عزيمتك على حفظ القرآن بعد كل صلاة .*
احرص على اقتناء نسخة من القرآن الكريم جيدة لا تفارقك أينما حللت وارتحلت .
واجعل القرآن صديقك الدائم *حاول أثناء حفظك أن تتمثل الآيات وأن تتفاعل معها لأن ذلك يساعدك كثيراً في الحفظ* عليك بكثرة التكرار والمراجعة كما قال عليه الصلاة والسلام ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)) .
وحاول في كل مراجعة أن تزداد علماً ووقوفاً عند الآيات.
*
اغتنم فرص مراجعة ما حفظت بترتيلها أثناء الصلوات النافلة وصلوات الليل.
* أكثر من ذكر الله واحرص على كل دقيقة من وقتك واحسب لها حساباً .... فوقت المؤمن من ذهب*
احذر المعاصي بجميع أشكالها وأنواعها, وخاصة معاصي النظر والسمع فهما من أخطر نوافذ القلب.
*حاول أن تتخذ صديقاً مؤمناً لتوجد روح المنافسة بينك وبينه وتتسابقوا إلى حفظ القرآن وتتدافعون للمثابرة والتقدم .
كما قال تعالى ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) صدق الله العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ومر رمضان ..
فرصة العمر التي طالما مرّ طيفها في أحلام يقظتنا، ها هي تُمنح لنا من جديدٍ، والصّفحة البيضاء التي تمنيناها أن تفتح في سجلّ أعمارنا، هاهي تُفتح خصّيصاً من أجلنا.. وبأسمائنا..
ندركُ أن كل الألوان جميلة، ولكن.. للنور لون أجمل!!
وأن كل حلل الملوكِ قشيبة، لكن حلة الإيمانِ أثمن..
وندرك أن لكل نوعٍ من الشّعور إحساس ونبض ومعنى.. لكن مشاعر المؤمن لحظة استقبال رمضان تفوقُ كل معنى.. ولهذا نخفقُ حباً كلما لاح هلاله، وتغمرنا نشوة الفرح كلما ذكر اسمه الغالي.. رمضان!!
***
في الحياة.. يؤمن الناس كثيراً بالخوارق والمعجزات أن تأتي، فتغير مجرى حياتهم للأجمل، وتنتشلهم من أحزانهم بلمح البصر، ينتظرون تلك العصا السّحرية التي تقلب بؤسهم إلى فرح.. ولا يملون الانتظار..
كثيراً ما وقفوا أمام بركة الأمنيات، وألقوا فيها نقوداً معدنيّة، وتمنوا أمنيات أرادوها بشدة.. ثم مضوا وقد ربطوا مستقبلهم بخراف..
وأمام قالب الحلوى في أيام ميلادهم كم أضمروا من أمنيات سعيدة قبل إطفاء الشّموع، راغبين أن تتحقق..
وكم جنت عرّافات الأرض من مال لقاء ما تهمسُ به كذباً عن مستقبل سعيد مشرق آتٍ عن قريب ليملأ الحياة بهجة وسروراً..
الأمنيات لا تنتهي.. والبحثُ عن السعادة أيضاً لا ينتهي..
وإذا لم نخطئ في اختيار ما نتمناه، فلابد وأننا أدرنا دفة السّفينة نحو الوجهة الخطأ، ونحن نظن بأننا نقصد جزيرة السعادة؛ فنبتعد عنها، رغم أنها تكون الأقرب إلينا..
ورمضان هو تلك الجزيرة آسرة الجمال بين شهور العام، تلك التي يقصد وجهتها الراغبون بالتغيّر، الباحثون عن النور، على شواطئه ترسو سفن المتعبين من الحياة ومشكلاتها، فلا تغادر إلا محملة بالخيرات، ولا يبحر عنها الملاحون إلا وقد قرّت أعينهم بعطايا الكريم المنان..
***
كل عام.. يتجدد الموعد معه، فيحتفي به من يحتفي، ويحصد السعادة من جدّ في طلبها، ويغفل عنها من أطفأ المنبّه الداخلي، في لحظات عبوره، فلم يستيقظ إلا بعد رحيله..
وكل عام.. نحدّث أنفسنا عن فرصة العمر لعلها تأتينا، عن لحظة قد نولد فيها من جديد، عن صحيفة سوداء نتمنى لو طويت، وعن رغبات كثيرة نتمناها لنغدو من جديد أناساً صالحين.. ويمضي العام.. وننسى التاريخ الأهم..
ننبشُ في أيامنا عن ذلك اليوم السّمين المكتنز بالخير، عن لحظات الغنيمة الباردة في حياتنا، عن الكنوز المنسيّة تحت أنقاض أعمارنا.. فندرك أنها قد ضاعت منا يوم رحيل رمضان.. وغيابنا عنه..!!
أوليست الأعمارُ فرصة، والأوقات كنوز؟
هاهو شهرٌ في العام يأتينا كأجمل فرصة في العمر، وأثمن كنز في الحياة، ليجعلنا معه وبه نولد من جديد..
***
ويمضي العمر.. أرواحنا فيه بين مد وجزر.. نتمنى لو أننا أكثر قوة، أقوى إيماناً، أشد عزيمة، أنهض همّة، أجمل قلباً..
نشتاق للحظات الصّفاء، نتوق للقياها وأدخنة الحياة تتصاعد حولنا..
ليأتينا بحلته المضيئة في لجج الخوف والقلق والرهبة من المجهول، فينير لنا حياتنا، ويحدد وجهتنا، ويقودنا نحو المسار الصحيح..
فالصوم يعلمنا تهذيب النفس على الخير والطاعة، وينقي كل جارحة من جوارحنا بالطاعة، يعوّدها على لغة الطهر، ويغسلها من كل خبث.. يرفعها عن الدنايا، ويأخذها إلى عالم من النور كلما أوغل المرء فيه.. تدفقت في شرايينه أنهار الخير فعمّت حياته بالنجاح والسعادة فوق ما يتمنى..
هو موسم توحّد القلوب على الإيمان، وإثبات عبوديتها الخالصة لله تعالى.. وقد فرّقتها مشكلات الدنيا وهمومها، فلن يجمعها الآن إلا النقاء في رمضان، والصوم واحد، والفطر واحد، والرغبة في الإصلاح كبيرة والكنوز وفيرة..
وهو شهر المساواة بين الغني والفقير، يفتح صفحة التواصل بينهما من جديد، والتقارب على لغة المحبة، فهذا يعطي، وذاك يسعد، وهذا يبذل وذاك يشكر..
وهو فرصة رائعة للتعبير عن الوحدة بأشكالها، وحدة في العبادة، ووحدة في الرغبة بالتغيير نحو الأفضل، ووحدة في نبذ العوائق والسدود التي تحجز المؤمن عن طريقه الذي ارتضاه الله في الاستقامة والسعادة..
وهو شهر التنوع في العبادات، فالصوم للتنقية والتزكية، والقرآن دستور يعلمنا أبجدية حياة السعداء, ويرفعنا إلى سماء الأنقياء.. والصلاة قربى ورفع لهمة واغتنام لخير، والصدقة مفتاح السرور والتقارب بين المؤمنين، والدعاء بابٌ مفتوح لا يخيب من قصده، ولا يضيع من سلك طريقه..
والتواصل بين البشر مشروع حضارة في الأمة، تبدأ من صلة مع الأقارب، وتمتد إلى كل أهل الأرض محبة ووئاماً..
إنه شهر يعلمنا معنى أن نحمل الرسالة برقي ونبلغها بحضارة، فكما يعرف كل أهل الأرض رمضان بهلاله وقناديله، يجدر بنا أن نريهم ذلك الجمال الكامن في شعائره وعبادته..
فمن كان يفتش في حياته عن فرصة لتجديد العزيمة، وبناء النفس، فليلجأ إلى الله في هذا الشهر مقوماً لنفسه متعبداً مصلحاً داعياً..
ومن أمسك قلماً يرسمُ به مستقبلاً زاهراَ، فليرسم في زاوية عمره حديقة غناء مورقة، يكللها الزهر والريحان، وليطلق عليها اسم "رمضان" ...
ومن أتعبته صراعات نفسه، وتمنى لو تغلب عليها، فليسلك درب الإيمان في هذا الشهر، فلن تضيع وجهته، ولن يضل أبداً طريقه..
***
لحظات لا تنسى..
كم من لحظة في العمر تمرّ بنا ذات صفاء فتنقينا، وتشعرنا أننا حقاً نجحنا في التغيير نحو الأفضل!!
وكم لحظة في العمر تساوي العمر كله، إذ أنها تقلب الموازين، وترتب النفوس المتعبة، وتعطر الروح فتفلح إذ زكاها إيمانها..
وكم من لحظة فارقة صنعت أبطالاً في الحياة، لما صدقوا مع أنفسهم، فأعمروا الأرض سلاماً ونوراَ..
ماذا إن عزمنا أن تكون نقطة التحول هذه في رمضان؟؛ إذ أن النفوس مهيأة، والقلوب مشتاقة للفلاح؟، ماذا إن تعاهدنا أن نتغير، وتسابقنا للأفضل، وتنافسنا على درب الخير ؟ ألن نفلح ونرتقي ونعود لنقود الأمم برقيّ الإسلام وحضارته؟... رمضان ليس مجرد شهر يعبر من الهلال إلى الهلال ويمضي دون أثر..
رمضان هديّة الرحمن.. شمس تشرق في الحياة، لتتوهج عبرها قناديل القلوب بنور آسر عجيب.. فلنعمل في كل لحظة على أن نستضيء فنتوهج.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
احفظ القرآن بعشرة دقائق .... لا يوجد مستحيل!!!
لو أنشأ كلٌ منا جدولاً بما يقضي به أوقاته في اليوم لوجد أن لديه وقتا ضائعاً كثيراً ,وليعلم أنه لسوف يحاسب على الأوقات يهدرها دون أية فائدة فليحاسب نفسه قبل أن يحاسب أمام الخلق أجمعين, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( لا تزولا قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل به ))
لذلك أقدم هذه الطريقة للشباب والشابات الذين يقضون وقتاً طويلاً في اللهو والاستماع إلى الأغاني أو مشاهدة الأفلام والتي تأكل من عمرهم الساعات الطويلة التي يفنون بها عمرهم في ما لا يعود عليهم بأية فائدة.... الخ
ربما تستغرب من العنوان كيف أنك تحفظ القرآن في عشرة دقائق ولكن مبدأ الخطة أن يكون الحفظ مقسما على عدة مراحل في اليوم الواحد.
أي أنك تحفظ كل يوم صفحة من القرآن الكريم, هذه الصفحة التي تتكون من /15/ خمسة عشر سطر تجزؤها إلى /5/ خمسة أجزاء, كل جزء عبارة عن /3/ ثلاثة أسطر ولو افترضنا أنك بطئ الحفظ جداً وأن الكلمة تستغرق معك لحفظها نصف دقيقة فبالتالي تحتاج إلى /10/ عشرة دقائق بعد كل صلاة, وهكذا تحتاج لحفظ الجزء الواحد إلى /21/ واحد وعشرين يوماً فقط,
وبالتالي فإنك لن تحتاج إلى أكثر من سنة وثمانية أشهر تقريباً أي (604) أيام فقط ولا أعتقد أن هذه المدة طويلة لأنك لو حسبت مقدار الوقت الذي تهدره من عمرك خلال يومك لكان كثيرا.
لذلك فإن عشرة دقائق بعد كل صلاة لن تضر بك بل هي سترفع مقامك عند الله وتجعلك ممن رضي الله عنهم مع السفرة والكرام البررة الصالحين إن شاء الله .
و الطريقة كالتالي:
1. عشرة دقائق بعد صلاة الصبح (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الأول من الصفحة.
2. عشرة دقائق بعد صلاة الظهر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثاني من الصفحة.
3. عشرة دقائق بعد صلاة العصر (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الثالث من الصفحة.
4. عشرة دقائق بعد صلاة المغرب (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الرابع من الصفحة.
5. عشرة دقائق بعد صلاة العشاء (ثلاثة أسطر 20كلمة تقريباً) الخمس الخامس من الصفحة.
6. وأخيراً عشرة دقائق بعد صلاة الوتر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( من لم يوتر فليس منا)) تقوم بمراجعة ما حفظته خلال يومك هذا وتكون قد أرضيت الله عز وجل وتنام وأنت مطمئن البال.
7. وأخيراً تخصص ساعة في أحد أيام الأسبوع وليكن يوم الجمعة لتقوم بمراجعة كل ما حفظته خلال الأسبوع.
8. عشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت النصف الأول من الجزء الأول.
9. عشرة عشرة أيام أي ثلاثة أشهر وعشرة أيام تكون بإذن الله قد أنهيت الخمسة أجزاء الأولى ......
(
وإذا وفقك الله وتيسر لك حفظ أكثر من صفحة في اليوم الواحد فلا تتخاذل بل ضاعف كمية الأسطر التي تحفظها كل يوم وبالتالي سوف تنهي حفظك في فترة أقل والله الموفق)
*
إن الأمر بغاية البساطة ولكنه لا شك أنه يحتاج إلى مثابرة وإصرار ومجاهدة لهذه النفس الأمارة بالسوء فهذه الطريقة البسيطة تصلح لكافة الناس للطالب مع دراسته وللطفل والكهل والمرأة في بيتها
فضل حفظة القرآن:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
*((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) صحيح البخاري
*((
إن الحافظ للقرآن، العامل به مع السفرة الكرام البررة)) البخاري ومسلم
* ((إن لله تعالى أهلين من الناس. قالوا:يا رسول الله من هم ؟ قال هم أهل القران, أهل الله وخاصته)) صحيح الجامع2165
* ((
ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)). صحيح مسلم. (يتلون كتاب الله ويتدارسونه) أي يتعاهدونه خوف النسيان.
*((
إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين) صحيح مسلم
*((
لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار)). البخاري ومسلم .(الحسد المذكور في الحديث هو الغبطة ).
بعض الملاحظات التي يجب مراعاتها من قبل الحفاظ:
*. تذكر الالتجاء إلى الله بالدعاء للحفظ وطلب العون منه لكي يثبتك ويسهل لك وجدد عزيمتك على حفظ القرآن بعد كل صلاة .*
احرص على اقتناء نسخة من القرآن الكريم جيدة لا تفارقك أينما حللت وارتحلت .
واجعل القرآن صديقك الدائم *حاول أثناء حفظك أن تتمثل الآيات وأن تتفاعل معها لأن ذلك يساعدك كثيراً في الحفظ* عليك بكثرة التكرار والمراجعة كما قال عليه الصلاة والسلام ((تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)) .
وحاول في كل مراجعة أن تزداد علماً ووقوفاً عند الآيات.
*
اغتنم فرص مراجعة ما حفظت بترتيلها أثناء الصلوات النافلة وصلوات الليل.
* أكثر من ذكر الله واحرص على كل دقيقة من وقتك واحسب لها حساباً .... فوقت المؤمن من ذهب*
احذر المعاصي بجميع أشكالها وأنواعها, وخاصة معاصي النظر والسمع فهما من أخطر نوافذ القلب.
*حاول أن تتخذ صديقاً مؤمناً لتوجد روح المنافسة بينك وبينه وتتسابقوا إلى حفظ القرآن وتتدافعون للمثابرة والتقدم .
كما قال تعالى ((وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)) صدق الله العظيم
sid-ahmed92- عضو مبتدىء
- عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 17/09/2009
العمر : 32
الموقع : medbelhachmi27.ahlamontada.net
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى